الدار البيضاء..عاصمة الجحيم!! ملحوظة:

عبدالرحيم أريري

نشر هذا المقال عام 2019 وأعاد الأستاذ عبدالرحيم أريري مدير ” أنفاس بريس” نشره اليوم موضحا ”
“والمغرب يستعد لاحتضان مونديال 2030، ارتأيت إعادة نشر هذا المقال، الذي سبق لي نشره عام 2019 بموقع “أنفاس بريس”، عسى أن يتعظ المسؤولون (وطنيا ومحليا) لإنصاف قلب المغرب وتصحيح أعطاب الدارالبيضاء واختلالاتها.”

في الدار البيضاء 34 ألف متسول في الشوارع.. وفي باريز يعيش 60 ألف شاعر ورسام وناقد فني.
في الدار البيضاء 400 كاريان.. وفي باريز 400 معلمة عمرانية مصنفة كتراث الإنسانية.
في الدار البيضاء 170 ألف فراشة (باعة متجولين) يحتلون الملك العام.. وفي باريز 150 ألف باحث وعالم ينتمون إلى 141 جنسية يغنون العقل الإنساني بالاختراعات.
في الدار البيضاء 0,5 متر مربع من المساحات الخضراء لكل مواطن.. وفي باريز 12 متر مربع من المساحات الخضراء لكل مواطن.
في الدار البيضاء لم تنجز منذ خروج الاستعمار أي حديقة عمومية ( اللهم حديقة أنفا بارك).. وفي باريز تم إنجاز 463 حديقة ومنتزه بمساحة 2394 هكتار مجتمعة.
في الدار البيضاء 1 % من سكانها زار سجن عكاشة كنزيل بسبب جنحة أو جناية.. وفي باريز 1 % من سكانها زاروا العالم كله على متن زوارق شراعية واكتشفوا قارات وانفتحوا على حضارات.
في الدار البيضاء 60 % من السكان يعيشون في دور آيلة للسقوط أو في دور عشوائية أو في غرف ضيقة.. وفي باريز 60 % من السكان يعيشون في أبنية هي أشبه بمتحف في الهواء الطلق.
في الدار البيضاء 700 كَراب يبيعون «الروج» و«الماحية مدرحة».. وفي باريز 173 متحف و3 قاعات أوبرا و208 مسرح و84 مركبا سينمائيا.
في الدار البيضاء 54 % من سكانها يمشون سيرا على الأقدام ولا يوجد ولو متر خاص بالدراجات أو بالحوامل بالرصيف.. وفي باريز تم توفير 4332 كيلومتر داخل الأحياء خاصة بالدراجات الهوائية.
في الدار البيضاء أحسن منتخب له شهادة واحدة: «بيرمي».. وفي باريز أضعف منتخب له دكتوراه وماستر، وشهادة عزف على آلة موسيقية.
في الدار البيضاء «هنغار» كئيب يطلق عليه ظلما «مطار محمد الخامس».. وفي باريز 3 مطارات عالية الجودة تطفح بالزوار والشحن كل عام.
في الدار البيضاء لا يحل بالكاد سوى مليون سائح في العام (نصفهم من أبناء مغاربة العالم).. وفي باريز يحج إليها 33 مليون سائح كل عام.
في الدار البيضاء لا ينفق السياح سوى 500 مليون دولار في العام.. وفي باريز ينفق السياح 3,7 مليار أوروو في السنة.
في الدار البيضاء 53 مكتبة (أغلبها بحي الحبوس).. وفي باريز 739 مكتبة موزعة على معظم مقاطعات المدينة.
في الدار البيضاء 3000 لوحة إشهارية تشوه الشوارع وتلوث الأبصار.. وفي باريز 100 ألف شجرة تزين الشوارع وتبهج الأبصار.
في الدار البيضاء 510 مطعم (نصفها ذات مراحيض عفنة وبدون ورق صحي أو صابون).. وفي باريز 13.643 مطعما مسجلا لدى المحكمة التجارية تحلو الجلسة في جلها.
في الدار البيضاء 2.250.000 سيارة تختنق كل يوم في الشوارع.. وفي باريز 27 مليون سيارة تنساب في الشوارع بدون إجهاد أو كلاكسون.
في الدار البيضاء يخطف الموت كل يوم 67 فردا.. وفي باريز يهرب الموت من المدينة 67 مرة في اليوم.
في الدار البيضاء ينهش المحميون والمافيوزيون لحمها كل يوم.. وفي باريز تظافرت جهود كل مسؤوليها للظفر باحتضان الألعاب الأولمبية لعام 2024.
في الدار البيضاء «يسرسل» المسؤولون الكلام وتنويم الشعب بأن المدينة ستضاهي شنغهاي وشيكاغو.. وفي باريز ينتحر المسؤولون في صمت لتبقى المدينة شعلة متقدة في العالم…
هذه هي حقيقة الدار البيضاء مدينة الفقراء والجوعى والمتشردين وأطفال الشوارع والمتسولين.. مدينة «لمرايقية» و«لحبّاسة» و«القمّارة»…
فكفى أيها «المطبّلون» و«المنافقون»، فالمقارنة بين الدار البيضاء وباريز مثل المقارنة بين «الجحيم» و«الجنة» !!