عندما يصبح الجشع جزءا من سياسة رسمية!!

بقلم جمال السطيفي

الأخ والصديق مصطفى الفن تفاعل مع السؤال العريض “علاش المازوط غالي؟ وخلص إلى أن سبب هذا الغلاء ليس البرد ولا الحرب، وأن السبب المباشر هو الجشع..

إنها خلاصة تختصر المشهد بأكمله، تكشف الحقيقة دون مواربة، وتضع النقاط على الحروف بلا حاجة إلى تأويل..

المازوط في المغرب، ليس مجرد مادة بترولية تباع وتشترى، بل هو مرآة تعكس طبيعة العلاقة بين السلطة والاقتصاد، بين الدولة والمجتمع، بين من يملك القرار ومن يدفع الثمن..
وفعلا، ففي مغربنا الحبيب، السعر ليس وليد العرض والطلب، بل هو خيار سياسي مقنع بواجهة اقتصادية، حيث تم تحويل المحروقات إلى أصل تجاري، تتحكم فيه حفنة من الفاعلين، منهم من يملك السلطة ومنهم من يدور في فلكها..

في كل دول العالم، حين يتم تحرير سوق معينة، يكون هناك مجلس منافسة قوي، وقوانين زجرية، وإطار شفاف يضبط توازنات السوق.

في المغرب، كانت هناك محاولة لكشف المستور، لكن سرعان ما تم إجهاضها، لأن الحقيقة مكلفة، ولأن الإجابة عن سؤال “لماذا المازوط غالي؟” تعني أن هناك من يجب أن يتحمل المسؤولية، وتعني أن هناك أرباحا غير مشروعة تم تحقيقها على ظهر المواطن.

لذلك، الجواب بسيط ومعقد في آن واحد: لأن من يملك الجواب هو نفسه من يملك السوق.

ولأن ارتفاع أسعار المازوط في المغرب ليس ناتجا عن الأزمات العالمية، ولا تقلبات السوق الدولية، بل عن جشع محلي مقنن، وشبكة مصالح تحكم قبضتها على الاقتصاد، وتحول القرارات الكبرى إلى أدوات لإعادة إنتاج نفس منظومة الريع.

Related posts

Leave a Comment