عبد الله شوكا
بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.
الحلقة رقم 14.
كيرا وصفوف المصلين وضربة خطأ ماتيوس في مكسيكو 1986.
عاش اسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم كيرا حياته ملما بالرياضة، وكان عاشقا متيما لفريقه المفضل الاتحاد البيضاوي الطاس، وغالبا ما كان يسمع صياحه في الملعب خلال لقاءات الطاس، وكان يرسل عتابه لنجوم الطاس، بؤسا ونومير والمهدي ومازي، عتاب كان في بعض الأحيان شديدا، بسبب الظهور الباهت لنجوم الطاس في بعض المباريات.
وكان كيرا يرافق فريق الطاس أينما حل وارتحل خلال لقاءات البطولة، وغالبا ما كان يجد الرعاية والعطف من ابناء الحي المحمدي، الذين كانوا مقيمين في مختلف المدن المغربية، وبعض المرات كان مقام كيرا يستمر يومين او ثلاثة ايام معززا مكرما.
وكان كيرا يتابع ايضا مقابلات المنتخب الوطني، وكان يفرح لانتصارات المنتخب، ويتذمر للنتائج المخيبة للآمال مثله مثل باقي الجماهير المغربية.
ولعل الإقصاء المر الذي تلقاه المنتخب المغربي خلال مروره للدور الثاني امام المانيا في مونديال مكسيكو 1986، وبتلك الضربة خطأ الغادرة للثعلب ماتيوس، التي فعلت فعلتها أسفا عند الجماهير المغربية ومعهم الاسطورة كيرا.
وبتحليله لتلك المقابلة التاريخية، تأكد كيرا ان سبب تسجيل تلك الضربة خطأ، هو تحرك الجدار المغربي، والذي لم يحسن تموضع حائط منيع ومتراص من لاعبي المنتخب المغربي.
وبعد نهاية المونديال وعودة لاعبي المنتخب الى المغرب، وفي يوم جمعة، كانت أقيمت صلاة الجمعة في أحد مساجد حي الكدية بالحي المحمدي، مر كيرا بالقرب من المسجد، وشاهد الصفوف وقد رصت استعدادا لصلاة الجمعة، في تلك اللحظة خاطب كيرا جموع المصلين، وقال لهم “كون درتو بحال هاد الصف امام المانيا، كعما يماركي ماتيوس هاديك الكوفرا”.