يوميات النكتة مع ” كيرا ” أسطورة الحي المحمدي الحلقة (17)

عبد الله شوكا

بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.

الحلقة رقم 17

عندما غضب زبون بسبب ارتشاف كيرا لكأسه خفية.

استيقظ كيرا ذلك الصباح، وكانت فكرته النزول من الحي المحمدي الى وسط مدينة الدار البيضاء، وبما انه كان معفى من أداء تذكرة طوبيس السبعينات الازرق، لأن شهرته وصلت حتى عند سائقي ومراقبي تذاكر الطوبيسات في مدينة الدار البيضاء، فكان يسهل عليه التنقل الى أية وجهة يحب التوجه اليها، وكان كيرا في مشواره وهو راكب في الطوبيس، وقبل أن يصل إلى وجهته، كان يسعد الركاب بطرائفه الساخرة وقفشاته، وكأنه خلق فقط لاضحاك واسعاد الناس، رغم معاناته من الفقر المدقع.
إمتطى كيرا الطوبيس الازرق وهو يغني على ليلاه، مرة يضحك، ومرة يمزح مع الراكبين، حتى وصل إلى وسط مدينة الدار البيضاء، شرع كيرا في التجول تائها، وكأنه عابر سبيل لا وجهة له يقصدها، وكم تمنى لو صادف احد ابناء الحي المحمدي يعرض عليه تناول كأس قهوة سوداء، ينفث معها سيجارته المتواضعة.
وبدون تفكير دلف كيرا الى احدى المقاهي تعج بالزبناء، وفكره حائر كيف سيحصل على كأس قهوة، صدفة تركز نظره على زبون يدخل الى المرحاض ويترك كأسه، فما كان من كيرا الا الهجوم وارتشاف الكأس بسرعة فائقة، عاد الزبون وقد وجد كيرا واقفا والكأس وقد تم ارتشافها، غضب الزبون وشرع في مخاطبة كيرا “فين الكاس”، رد عليه كيرا “الكاس داتو البرازيل”، رد الزبون على كيرا بغضب اشد “انا كنهضر على هنا”، فرد عليه كيرا ببرودة دم “داتو الوداد”.
فهم الزبون انه يخاطب شخصا غريب الاطوار، وما كان منه إلا طلب كأس قهوة آخر من النادل.

Related posts

Leave a Comment