عبد الله شوكا
بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.
الحلقة رقم 22.
كيرا ولاعب الوداد السابق السينغالي موسى نداو.
من سوء حظ المرحوم كيرا انه كان يتعرض للحملات الامنية كلما وقعت جريمة في الحي المحمدي، وغير ما مرة كانت حملات الاعتقال تطاله، وهو الذي لم يسبق أن آذى احدا بسوء، عاش مسالما وبسيطا.
وفي بداية حقبة التسعينات، وقعت جريمة في الحي المحمدي ولم يعرف مرتكبها، تحركت الآلة الأمنية وشرعت في اعتقال كل من تحوم حوله شكوك، ومرة أخرى كان كيرا من بين المعتقلين، تم نقل كيرا الى مخافر الشرطة للتقصي والاستنطاق، وكما هي العادة لم تحرك عملية الاعتقال مخاوف كيرا، لأنه لا شغل ولا عمل سيندم على فقدانه بسبب توقيفه، وكان كيرا يضحك ويعيش مواقفه الهزلية حتى امام رجال الامن.
وقد تزامنت تلك الفترة من بداية التسعينات احتراف السينغالي موسى نداو في صفوف فريق الوداد البيضاوي، وكان غزير العطاء والتهديف، وكان الكل يتحدث عنه، وانتشرت شهرته في المغرب كله.
ولما انكشف اسم مرتكب جريمة الحي المحمدي، جاء وقت إطلاق سراح كيرا، وقبل إطلاق سراحه دعاه رئيس مفوضية الشرطة الى مكتبه، جلس كيرا امام رئيس المفوضية الذي قدم له اعتذاره عن عملية الاعتقال، وقدم له مساعدة مالية وبعض الثياب.
وجاء رد كيرا على رئيس مفوضية الشرطة، وخاطبه “شديتوني انا حنت كحل وما شديتوش اللي كيشبه لي “.
ولما سأله رئيس مفوضية الشرطة من يكون هذا الشخص، أجاب كيرا “موسى نداو”.
سمعت قهقهات رئيس مفوضية الشرطة في مكتبه، وأعجب بلباقة كيرا وطرائفه، ومن تم نسجت علاقة بينهما، وأصبح رئيس مفوضية الشرطة يستقبل كيرا كلما فكر في الترويح عن النفس.