يوميات النكتة مع ” كيرا ” أسطورة الحي المحمدي الحلقة ( 24)

عبد الله شوكا

بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.

الحلقة رقم 24 (الحلقة الاخيرة).

كيرا وردة فعله لما منع من حضور عرس في الحي المحمدي.

كان كيرا رحمه الله يعتبر نفسه حرا في كل ما يقوم به في أزقة ودروب الحي المحمدي، وكان لا يأخذ الحياة على محمل الجد، كانت كل مواقفه في الحياة تعتبر هزلية في عالمه الفريد، ولم يوظف ذكاءه الخارق في الحياة الجدية، وقد طبق كيرا كون الحياة الدنيا ما هي إلا لعب ولهو، ولم يسلم حتى السياسيون من تهكمات كيرا، حيث كان كيرا يعتبر هؤلاء انهم لا خير يرجى من ورائهم.
لقد عاش كيرا يائسا من الحياة، وبالرغم من ذلك اسعد ابناء الحي المحمدي ومعهم المغاربة بنكته الخارقة، ومواقفه الطريفة، كان مثل الشمعة التي تحترق لتنير الجلساء المحيطين بها، لقد عانى كيرا من ضنك الحياة، ولعل براعته في نسج تلك النكت الخارقة، هي نابعة مما كان يعانيه داخليا مع نفسه ومع أسرته.
ولنحكم على المكانة التي كان يحضى بها كيرا رحمه الله، هي تلك الأعداد الغفيرة من الجماهير التي رافقت نعشه من كل أحياء الدار البيضاء، اعداد غفيرة لا نراها ترافق حتى نعوش الوزراء والسياسيين الى مثواهم الاخير.

ونحن نأتي على ختام سلسلة حلقات كيرا رحمه الله في هذا الشهر الفضيل، وهو الذي اسعدنا بنكته الخارقة، فإننا ندعو له بالرحمات والمغفرة.

لكن قبل الختام، لا بد من تذكر موقف طريف عاشه كيرا عندما صادف اقامة عرس بالحي المحمدي، حيث اقتحم كيرا مكان العرس وأراد بدوره الترويح عن النفس، وتتبع فقرات هذا العرس الفنية، ولما تأكدت الجماهير الحاضرة وهي تشاهد كيرا حين اسعدت بحضوره، خلق الهرج والمرج بين الحاضرين، واصبح الكل يردد كيرا كيرا، إذ ذاك تدخل الساهرون على العرس وحاولوا منع كيرا من دخول مكان الحفل، وكان رد كيرا ان جر الافرشة من تحت رجليه، وخاطب الساهرين على الحفل “انا بارك دابا فوق الدص ديال دربنا يالاه، واش بغيتو تمنعوني من دربنا”.

رحم الله كيرا واسكنه فسيح جناته.

Related posts

Leave a Comment