عبد الله شوكا.
ما أجمل الحياة في البادية حيث الطبيعة والهدوء، واستنشاق الهواء النقي، والمشي في الأرض الرحبة والواسعة، بالإضافة إلى الميزة التي يعرف بها اهل البادية بكرم الضيافة.
ويمتاز اهل البادية بنشاط سواعدهم في الفدادين والضيعات، وفي بعض المرات يكون الاشتغال جد مضني ومتعب، في انتظار جني المحصول الزراعي خلال فصل الصيف، مع تقلبات أحوال الطقس.
وبالرغم من جدية اهل البادية والإخلاص في عملهم الفلاحي في الفدادين، فقد لا يتوانون في أخذ قسط من الراحة، وذلك بخلق مواقف طريفة بينهم، ينسون من خلالها تعبهم واشتغالهم اليومي.
ولتقريبكم من هذه الحكايات والمواقف الطريفة التي عاشها اهل البادية، تنشر لكم جريدة أركان بريس البعض منها على شكل سلسلة يومية.
.
الحلقة رقم 2.
طرائف الفنوري فكاهي القبيلة.
هو محمد جحفا، الذي أطلق عليه ابناء القبيلة لقب “الفنوري”، رجل نكتة وفكاهة ومواقف طريفة، وازدادت شعبيته وداع صيته يوم حل برنامج ريحة الدوار للفنان عاطر بالقبيلة، وتم تسجيل حلقات فكاهية شيقة معه، وللفنوري مواقف طريفة كثيرة، سنذكر البعض منها.
ذهب الفنوري يوما الى السوق الاسبوعي القريب من الدوار، ولما ركب دابته، وهم بالخروج من باب السوق، انزعجت دابته من نفاخات ملونة كانت تتحرك بفعل الريح، فأصاب الدابة الهلع وهي تفاجأ بالنفاخات تتحرك امام اعينها، وحينها دارت بعنف ونطت، ليسقط الفنوري على رأسه وسط السوق وأمام أنظار المتسوقين، فتملكه الغضب ونهض وشرع في تخريب النفاخات الملونة بإبرة امام اندهاش بائعها.
كان الفنوري يطوف بغنمه في مراعي القبيلة، ووجد غرابا، فخطر بباله بناء أحجار على الغراب، وترك ثقبا يخرج منه منقار الغراب، ولما اقترب الفنوري وأراد اللعب مع الغراب، وشرع في النظر إليه عبر الثقب، فاجأه الغراب بلطمة عنيفة بمنقاره، وكاد ان يصيب عينيه لولا الالطاف ، وكان قريبا ان يصبح ذا عاهة مستديمة.
وغالبا ما كان الفنوري يجد تسليته التي كان يبحث عنها، ولو بالتسلية بتعذيب حيوان، وهو ما قام به مرة، عندما ألقى القبض على فأر وصب عليه مادة قابلة للاشتعال، واوقد النار عليه، وترك الفأر يركض والنار تحرق جسده، ومرة أقدم على كسر ارجل كلب وتركه جالسا لا يقدر على المشي.
ومن أخطر ما قام به ذات يوم، عندما ذهب الى المحكمة لحضور احدى جلسات اخته، ولما تم النطق باسم اخته، قفز من وسط الحضور وتكلم نيابة عنها، فاقدم شرطي على إخراج الفنوري من المحكمة، وبما انه كان يرتدي جلبابا، فقد كان الخطر يحدق به، والشرطي واضعا يديه عليه لإخراجه من المحكمة، لأن الفنوري كان يضع ربطة كيف في قب جلبابه.