حكايات وطرائف عاشها البدو الحلقة 5

عبد الله شوكا

ما أجمل الحياة في البادية حيث الطبيعة والهدوء، واستنشاق الهواء النقي، والمشي في الأرض الرحبة والواسعة، بالإضافة إلى الميزة التي يعرف بها اهل البادية بكرم الضيافة.
ويمتاز اهل البادية بنشاط سواعدهم في الفدادين والضيعات، وفي بعض المرات يكون الاشتغال جد مضني ومتعب، في انتظار جني المحصول الزراعي خلال فصل الصيف، مع تقلبات أحوال الطقس.
وبالرغم من جدية اهل البادية والإخلاص في عملهم الفلاحي في الفدادين، فقد لا يتوانون في أخذ قسط من الراحة، وذلك بخلق مواقف طريفة بينهم، ينسون من خلالها تعبهم واشتغالهم اليومي.
ولتقريبكم من هذه الحكايات والمواقف الطريفة التي عاشها اهل البادية، تنشر لكم جريدة أركان بريس البعض منها على شكل سلسلة يومية.

.
الحلقة رقم 5.

عندما طار عيشوش بسروال با الحبيب وفي جيبه 300 درهم.

عاش با الحبيب في الدوار مكافحا يجلب قوت يومه معتمدا على سواعده، مرة يشتغل في الفلاحة ومرة في طاشرون السكك الحديدية.
الا ان المهنة التي سينصب عليها تفكيره، وسيعتمد عليها هي صيد الاسماك من نهر ام الربيع القريب من الدوار، وعرضها وبيعها على حافة الطريق الرئيسية رقم 9 الرابطة بين الدار البيضاء ومراكش، والتي تمر بمحاذاة الدوار.
كان با الحبيب ينهض باكرا ويتوجه بلوازم الصيد الى نهر ام الربيع، كان ذلك خلال الفصول الاربعة، وحتى في فصل الشتاء البارد.
وذات صباح وهو قاصد نهر ام الربيع خلال فصل شتاء بارد، لفت انتباهه طائر عيشوش مرمي على حافة الطريق، توقف با الحبيب لتفحص حالة الطائر، فوجده يعاني من شدة البرد، رق با الحبيب لحال طائر عيشوش وفكر في حمله معه الى نهر ام الربيع.
ولما وصل با الحبيب الى النهر، نزع سرواله وربط طائر عيشوش بحزام السروال، ودخل با الحبيب الى النهر ممتطيا الشومبرير لصيد الاسماك، وبقي طائر عيشوش مربوطا بسروال با الحبيب على ضفة النهر.
ولما ابتعد با الحبيب عن ضفة النهر وهو ممتطيا الشومبرير وسط الوادي، فجأة ارسلت الشمس اشعتها، وما هي الا لحظات معدودة حتى شعر طائر عيشوش بالدفء يسري في جسده، حرك جناحيه وطار بسروال با الحبيب، وكان في جيبه 300 درهم، اضطر با الحبيب الى الإسراع بالخروج من نهر ام الربيع، ولما وصل اليابسة ركض تابعا عيشوش وهو يطير بالسروال في الجو، تبعه با الحبيب حافي القدمين وهو يخاطب طائر عيشوش “ولوح لي غير الستلاف ريال “.

Related posts

Leave a Comment