المغرب يفرض خبرته في مكافحة الإرهاب وكالات

تتواصل الإشادات الدولية بالنهج الاستباقي الذي تعتمده المملكة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب، حيث أكدت مجلة ”لوبوان” الفرنسية، في مقال نشرته يوم الخميس 06 فبراير 2025، أن التجربة المغربية فرضت نفسها على الساحة العالمية، بفضل مقاربة شمولية تجمع بين الصرامة الأمنية والتأطير الديني والتكوين المستمر.

وقد نوهت المجلة الفرنسية في مقالها باليقظة التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية المغربية، والتي مكنتها من إحباط العديد من الهجمات الإرهابية قبل أن تتحول إلى تهديدات ملموسة. وأشارت إلى أن الموقع الجيوستراتيجي للمغرب يضعه أمام تحديات أمنية معقدة، غير أن المملكة نجحت في التكيف مع التهديدات المتجددة، مما جعلها شريكا محوريا في الجهود الدولية لمكافحة التطرف.

ولم تقتصر مجلة ”لوبوان” على الإشادة بالجانب الأمني، بل سلطت الضوء على استراتيجية المغرب في مكافحة الفكر المتطرف، حيث أطلقت المملكة منذ بداية الألفية الثالثة إصلاحات واسعة في الحقل الديني، من خلال تعزيز المرجعية الدينية المعتدلة ونشر قيم التسامح والانفتاح. وفي هذا السياق، لعبت المجالس العلمية الجهوية دورًا رئيسيًا في التأطير الديني اللامركزي، بينما بات المجلس العلمي الأعلى الهيئة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى، مما ساهم في الحد من الانحرافات الفكرية والتفسيرات المتشددة للنصوص الدينية.

وفي خطوة تعكس نجاعة هذه المقاربة، أشارت المجلة الفرنسية إلى نجاح برنامج “مصالحة”، الذي أطلقته المملكة سنة 2017 داخل المؤسسات السجنية، بهدف إعادة إدماج المدانين في قضايا الإرهاب وتأهيلهم فكريًا ودينيًا. وأوضحت أن هذا البرنامج، الذي استفاد منه 331 مشاركًا على مدى 15 دورة، سجل نسبة نجاح عالية، دون تسجيل أي حالة عود إلى التطرف.

كما أبرزت مجلة ”لوبوان” الدور الريادي للمغرب في تكوين الأئمة داخل إفريقيا وخارجها، من خلال معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، الذي يستقبل سنويًا أئمة ومرشدين من بلدان مثل مالي، كوت ديفوار، السنغال، غينيا، تونس، تشاد، وفرنسا، في إطار اتفاقيات تعاون ثنائية تهدف إلى نشر قيم الإسلام الوسطي وتعزيز قدرات الدول الشريكة في مواجهة الفكر المتطرف.

وتعكس هذه الإشادة الدولية مرة أخرى المكانة التي بات يحتلها المغرب على الساحة العالمية كفاعل رئيسي في مكافحة الإرهاب والتطرف، بفضل رؤية متكاملة تقوم على الجمع بين النجاعة الأمنية، الإصلاح الديني، والانخراط في الجهود الإقليمية والدولية لتجفيف منابع الفكر المتطرف.

Related posts

Leave a Comment