افسحة رمضان ( 4) يوميات النكتة مع ” كيرا ” أسطورة الحي المحمدي .

عبد الله شوكا

بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.

.لحلقة رقم 4.

كيرا وصخب الانتخابات في الحي المحمدي ايام حقبة السبعينات.

كانت الانتخابات تعرف صخبا كبيرا في الحي المحمدي بالدار البيضاء خلال زمن السبعينات، نظرا لقوة الأحزاب المتنافسة في تلك الحقبة، ولوجود وجوه سياسية شهيرة كانت تقطن بالحي المحمدي آنذاك، الا ان بالرغم من تنافسية الأحزاب وقوتها في تلك الفترة، فإن برنامج اي مترشح في تلك الفترة كان لا يتعدى وعودا بسيطة بإنارة ازقة الاحياء التي يعمها الظلام، وتزفيت الممرات والشوارع، ومن تخريجة بعض الوجوه السياسية في ذلك الزمان الغابر، كان المترشحون يقدمون للنساء هدايا قصد اثارتهن للتصويت عليهم يوم الاقتراع، وذلك باهداء كل امرأة بابوشا (شربيل)، ولكي يضمن اي مترشح اصوات ساكنات الحي، كان لا يقدم لهن الوحدتين من البابوش (الشربيل) قبل تاريخ التصويت، بل كان يكتفي باهدائهن مثلا بابوش (شربيل) القدم اليسرى فقط، على أن يكمل بابوش (شربيل) القدم اليمنى بعد نجاحه، وتأكده أن نسوة الحي صوتن عليه.
وكل هذه العمليات التي كانت تعرفها الانتخابات، كان يراقبها ويلاحظها كيرا بذكائه الخارق، بالرغم من كونه لا يشارك فيها، فقد كان يكتفي بعالمه الخاص، عالم نسج النكتة الخارقة واضحاك عشاقه، وكان يعرف ان تلك الحركات، والشطحات التي كان يقوم بها مترشحو الانتخابات، تبقى مجرد وعود وأوهام، واكاذيب بعيدة عن الواقع.
وفي احد الايام، وفي أوج الحملات الانتخابية، مر مترشح عبر دروب الحي المحمدي، وكان يدق على أبواب الساكنة ويقدم وعوده للناس ويعدهم، مقدما لهم برنامجه (غادي نركب البولات في الدرب، وغادي نزفت ليكم الشانطي) ، وكان كيرا يراقب العملية باهتمام بالغ، وكان المترشح كلما انتقل بين ساكنة الحي المحمدي، الا ويتبعه كيرا، ويدق بدوره على بيوت ساكنة الحي المحمدي، ويقدم لهم برنامجه الانتخابي الوهمي، في شكل تهكمي على المترشحين، ومن بين ما قدمه كيرا من وعود لساكنة الحي قوله لهم “صوتو علي وغادي نسقف الحي المحمدي وندير ليه ضواية، ونسقي الجرادي بكوكا”.

Related posts

Leave a Comment