اسم في الذاكرة

عبدالله شوكا

حتى لاننسى الملحن العبقري عبد السلام عامر الذي أطربنا بروائعه الخالدة.

هو الموسيقار العبقري الخالد عبد السلام عامر رحمه الله، فلتة الزمان المغربي، وأنت تستمتع بألحانه الرائعة، قد تتساءل كيف لعامر الكفيف أن يصل الى تلك الروائع من الألحان الخالدة، وإعاقته لم تمنعه كي يكون نجما يسطع نوره فوق الأرض.
إنه زمن الثنائيات الرائعة الذي رحل ولم يعد، زمن ثنائية فرس واعسيلة، وثنائية عبد السلام عامر وعبد الرفيع الجواهري، ثنائية قشبل وزروال، ثنائية الداسوكين والزعري، ثنائية بزيز وباز واللائحة.
وبالرغم من السنين الطويلة التي رحل فيها العبقري عبد السلام عامر رحمه الله، ما نزال الى حدود اليوم نستمتع بألحانه الرائعة والخالدة، رائعة القمر الأحمر، الشاطىء، الأمس القريب، نسبق النور، ميعاد، التي لحنهم المرحوم عامر لعبد الهادي بلخياط، ثم راحلة، قصة الأشواق، وغنت لنا الدنيا، للمرحوم محمد الحياني، وآخر آه، حبيبتي، لعبد الوهاب الدكالي.
كلها روائع تجعل الكيان يهتز وأنت تستمع اليها، وتجعل الخيال يسرح مع اللحن الجميل.
ومن سوء حظ موسيقارنا الكبير رحمه الله، تعرضه للتضييق من قبل انقلابيي الصخيرات،حين خدشت أيادي المكر مشاعر الموسيقار الفنان المرهف بالأحاسيس وهو في استوديوهات الاذاعة المركزية بالرباط، حين كان يسجل رفقة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بما جادت بهما قريحتهما من أغاني وأناشيد وطنية وقومية، بمناسبة احتفالات عيد الشباب في شهر يوليوز 1971، وتحت طائل الضغط كان عامر مكرها لابطل، مما جعل الوطن يغضب بعض الوقت على موسيقار كفيف لاحول ولا قوة له، أحاط به انقلابيون لارحمة في قلوبهم، وهو الموسيقار المسالم الذي كان همه الوحيد هو توزيع الشهد بألحان جذابة تريح قلب وخيال مستمعيه.
فالشكر موصول لك يا عامر على ما تركته لعشاقك من زخم لحن رائع يعجز عنه ملحنون مبصرون وأنت الكفيف العملاق.
رحمة الله عليك يا عامر، وجعل الله قبرك روضة من رياض جنان الفردوس الأعلى.
لن ننساك أبدا.

Related posts

Leave a Comment