هيام سلوم.. ( كاتبة سورية) إذا ما تأملنا التشوهات التي حصلت في اللوحة المرسومة عن القارىء العربي. يستغرب الكثير أن هناك نماذج من البشر ما زالت لصيقة بالكتاب وتقرأ بمعدلات تُعدُّ خرافة في زمن الخرافات العولمية التي عبرت ومزَّقت ستار القيم. كنتُ على علاقة طيبة مع صديقة شامية منذ طفولتي قارئة نَهِمة، تأخذني بفكرها ووعيها، برغم كل أتعابها وضغوطات الحياة، إلا أنها كانت فجرية النهوض مع أول شهقات ضوء الشمس. تستفتح يومها بما تيسر من تلاوة القرآن بشكل يومي، تستلهم منه عزيمة الروح والانتقاء، فضلاً عن تأملات في سطور سماوية…
Read Moreالتصنيف: ثقافة
صَدْمَةُ اللِّقَاء مَعَ الحَجَّاج بْنُ يُوسُف!!- (محكيات)
– -●- ناصر السوسي كنت صغيرا، وعودي كان طريا مثل أقراني التلاميذ في بداية عقد الستينات من القرن الماضي. لم أكن أحفظ سورا من القرآن الكريم لأستظهرها أمام معلمي كباقي الأطفال داخل الفصل الدراسي بطلاقة الأطفال الذين مروا من المسيد. كان معلمي هذا من العُرَفَاء الذين ألحقوا، بالصدفة، بحقل التربية والتعليم بعيد سنة الاستقلال يعاملني بسادية مفرطة لم أفهمها إذ ذاك بحيث كان يتفنن في كل صباح باكر، في الاعتداء علي بالضرب المبرح صعب علي تحمله، لذلك كنت أبكي بحرقة شديدة، وعذابي الذي كنتُ اكابده رغما عني كان يُبْكي بعض…
Read More– تحليل نفساني لِعُصَابِ المَسْخ !!! – (محكيات)
-●- ناصر السوسي قبل أن يستسلم الزبون لشلال أفكاره الهادر وهو متمددعلى أريكة ” سيغموند فرويد”سأله المعالج النفساني بهدوء تام: -بماذا تشعر سيدي؟ -الزبون: لست أعرف كيف أصف لك معضلتي، ومعاناتي مع أفكار قهرية أضحت تتملكني كلية وتطبق على ذهني وكياني. لذلك فكل ما في وسعي قوله يتلخص في أنه بدأ ينتابني اقتناع لاقبل لي به، ومنذ أسابيع ليست بالقليلة، مؤداه أنني بدأت أتحول من جنس الإنس إلى فصيلة النسانيس !!! المعالج: عفوا..عفوا..ماذا؟ الزبون: أقول لك، سيدي، صرت أشعر أنني قد مسخت مسخا عجيبا. مسخا غريبا. وصرت متيقنا تام أنني…
Read Moreأنشطة المقاهي الثقافية بالمعرض الجهوي للكتاب بالرباط ….
بعد نسخة مدينة تمارة للسنة الماضية، برمجت شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة الرباط سلا القنيطرة ثلاث لقاءات بالمعرض الجهوي للكتاب في نسخته ال15 المنظم تحت شعار “القراءة مسيرة متجددة ” وذلك بساحة المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط حسب البرنامج التالي : الأحد 26 أكتوبر :الساعة الثالثة زوالا ، لقاء مع الزجالة نعيمة الحمداوي ، تنشيط الصحفية نعيمة السرايدي . الثلاثاء 28 أكتوبر :الساعة السادسة مساء ، ندوة “المقاهي الثقافية بالمغرب قراءة في الواقع الراهن ” بمشاركة الدكتور أبو الوفاء البقالي والصحفي إدريس عدار ، وتنشيط…
Read Moreعتاب …
● -شعر: عبدالرشيد غربال لماذا يستحيلُ الْعيشُ مأساةً حزينَهْ.. فلا يبقى سوى ذكرى، تُضمِّدُها حاناتُ الْمدينَهْ… أنا يا سرَّ حزني في انْكسارِ ، تمزّقني الصّبابَهْ.. غريب في الدِّيَارِ ، كمَنْ فقدَ انْتسابَهْ.. وَفَيْتُ.. وأنتِ خالفْتِ الشّريعَهْ… وقدْ خبّأْتُ عهْدَكِ في فؤادِي.. فلم تَرْعَيْ وِدادِي .. وآثرْتِ الْقطيعَهْ… مُنى قلبي وِصالُ ، وحَسْبي أن أراكِ . يكادُ يهُدُّني وَجْدٌ عُضالُ ، وتَلْفُظني الظنونُ إلى هلاكِ . مضى عامانِ وأكثرْ كأنكِ في جزيرَهْ…. ولا مَنْ دَلَّ أو أَخْبَرْ ولا حتى( الْجزيرَهْ) تُراكِ الْآنَ _ يا ليلى _ سعيدَهْ؟! تُراكِ _ متى افْتكَرْتِ_…
Read More– العصر الذهبي للأزمات النفسية –
● ناصر السوسي صديقي الذي لم اره منذ سنين خلت، برهة، هزه الشوق ولوعة الحنين إلى الأيام الخوالي بمدينتنا الملونة حاضرة المحيط، مرتع الصبا، وشغب المراهقة وفورة الشباب. صديقي خبرني بحشرجة شجية في الصباح الباكر عن تشكلات حزن حسبته عابرا مثل سحابة فوق هَيْمِ فَلاَةٍ. اعلم جيدا انه لايزال في اوج المرح، ومنتهى الحيوية والنشاط رغم تقدمه، مثلي، في العمر. ظل، بين جوانحه، يحضن قلب. صبي برئ مقبل على صدفة الحياة عرضا وطولا. محبا لها، ولمتعها المتنوعة. صديقي هذا أنبأني أيضا أنه لم يعد ينام كما ديدنه بسلاسة ويسر. احس…
Read Moreصرخة في وجه العالم المتشظي الفاقد للحب…!
هيام سلوم. في زمنٍ لم تكن فيه القلوب تُغلق بأقفال… ولا تُغطّى المشاعر بأقنعة… كان الحبُّ يُكتب على ضوء القمر… ويُرسل مع أنسام الليل.. ويُختزن في أحداق العيون… كان قيس إذا اشتاق نزف شعراً… وكان صوته يطرق أبواب الصحراء حتى ترتجف الرمال… وحين تبتسم ليلى، كانت تضيء للوجد دروباً لا تنتهي… ذاك الزمان لم يعرف التكنولوجيا… لكنه امتلك ما هو أندر وأغلى الصدق. ثم جاء زماننا… زمن أنيق المظهر، مشوَّه الجوهر… يمشي على ساقين من سرعة… ويغني للحب بصوتٍ آليٍّ بلا روح… عصرٌ تحوّلت فيه المشاعر إلى رموز… والأشواق إلى…
Read More– انْشِطَارٌ سُورْيَالي-
-●- ناصر السوسي يرى جاك لاكان JACQUES LACAN، وهو احد اقطاب التحليل النفسي البارزين الذين رفعوا شعار”العودة إلى فرويد”وتجديد نظريته من خلال إدخال وتوظيف ماهو فيزيولوجي، وماهو نفسي مرتكزا في مقاربته على قراءة دقيقة تستلهم إسهامات الأنثروبولوجيا البنيوية مع CLAUDE LÉVI- STRAUSS واعمال FERDINAND DE SAUSSURE وROMAN JACKOBSON؛ يرى أن للممارسة التحليلية النفسية بعدا تحرريا بحسبانها تسعف الفرد في إدراك الأثقال التي تحول دون تفتح الشخصية الإنسانية على غيرها، والوعي الموضوعي بالأغلال المُعَثِّرَة لانفتاحها على محيطها الاجتماعي ومكونات البنية الثقافية السائدة. وليس من شك أن هاته القيود، والمعرقلات تتمثل في…
Read Moreكتاب الحياة: “رحلة الحروف بين الصمت والصرخة”
هيام سلوم الحياة كتاب مفتوح، لكنه لا يُقرأ بسهولة. كل صفحة تحمل ألغازًا وخفايا، وكل سطر يختزن تجربة، وكل كلمة تستنهض وعيًا جديدًا. بين الصفحات البيضاء والسوداء، يكمن درس الذات، ويبدأ الإنسان رحلة إدراكه لذاته وللعالم من حوله. مع كل قراءة في كتاب الحياة، أكتشف جهلي وضعفي وغربتي. أجد نفسي أتحرك في دروب ليست لي، أكتب سطورًا لا تمثلني، وأسير في مسارات غريبة عن حقيقتي، فأتعثر بين ما أعرف وما لا أعرف، وأعود لأدرك أن الحياة تعلمنا، على نحو قاسٍ، أن إدراك الذات رحلة بلا نهايات. عندما أفتح كتاب الحياة…
Read Moreأهمية المسافات في العلاقات البشرية
هيام سلّوم كما أن المسافة بين الأشجار والزهور تتيح للهواء والشمس أن تتغلغلا في أغصانها، فتزداد الحياة إشراقًا وبهاءً؛ كذلك هي المسافات في العلاقات البشرية والإنسانية على اختلاف ألوانها: ضرورة لا غنى عنها. سواء أكانت هذه العلاقات في الأسرة، أو في العمل، أو في الحب، أو في الحياة العامة، فإنها جميعًا تحتاج إلى مسافات تُصان بها. فالصداقة، والزمالة، والعلاقات العاطفية، وحتى الروابط الإنسانية البسيطة، لا تقوم إلا على حدود واضحة، وفواصل مبنية على الحرية والاحترام، على فهم كل طرف لذاته أولًا، ثم إدراكه للآخر. الفواصل في أي علاقة ـــ مهما…
Read More