– ثقافة”بُو وْذِينَة”- (محكيات)

●- ناصر السوسي نتكلم كثيرا.. ولِمَاماً نصغي لِمَنْ يُخَاطِبُنَا. نتحدث بإسهال صارخ لأننا نتوهم أن في جعبتنا ماهو مفيد لمن نَحْسَبُ أنه ينصت لنا، أو نَخَالُ أن لدينا أشياء من اللاَّزِبِ قولها. فغالبا مانظن أننا نشرح، أو نحلل، أو نعلق، أو أن لدينا مايمكن إضافته إلى موضوع لم يعد البتة راهنيا. هكذا إذا “نعلق”، وبالأحرى نحلق بعيدا عن صميم الإشكال وهيكل الموضوع. سيلان لغوي بمعنى العبارة، وركام ملفوظات، وانفلات أفكار ليس غير.. نقرأ، ماشاء لنا أن نقرأ، هذا إن نحن قرأنا بالفعل، فلا نحيط بطيات الأثر المقروء على اعتبار أننا…

Read More

-آعْذُرْ أَسَايَ رَفِيقِي!!- (مرثية العمر الجميل)

●- شعر : ناصر السوسي (في ذكرى المناضل الاتحادي الأخ، والصديق إبراهيم الراعي) سَعيدٌ صَبَاحُكَ إبراهيم. بَارٍدٌ طقسُ اليَوْمَ كَالرَّدَى بَارِدٌ أيُّهَا الحَكِيمُ! وَهَا نَحْنُ معا ياصَدِيقِي مُكْرَهَان، نَطْوِي سَوِيّاً مَسَافَاتِ الغِيَّابِ. وَحِيدٌ أَنْتَ فِي المَثْوَى وَمُسْتَوْحِدٌ أَنَا فِي رَمْسِيَ المعْلُوم؛ تَوَلِّيًّا مِنْ أَلَسِ العَاسِفِين؛ وَمِنْ زمَان أنْتَ فِي هَذَا سَيِّد العَارِفِين.. كِلاَنَا، رفِيقِي، فِي الوَجْدِ وَالشَّجَن سِيَان. كِلاَنَا سَوَاء فِي الاشْتِياقِ وَالسُّلْوَان. أنْتً فِي هُجُودِ الغيَّابِ وَحِيد. وأَنَا فِي صَحْوِ الحُضُورِ شَرِيد. رَجَّتِي رَجَّتَان إبراهيم، مُنْذُ أزَمَان. فَهَلْ تَذْكُرُ رَجَّتي وَأَنَا وَسْطَ”الرَّهْطِ”؛ وبَيْنَ”الزُّوَار” غَرِيبٌ … طَرِيد؟! . جُرْحُ شُتَنْبِر،…

Read More

(قبس في مدن عاهرة) حرب عكس اتجاه الواقع ..!

هيام سلوم ﻗﺒﺲ ﰲ ﻣﺪن ﻋﺎﻫﺮة نصوص محلقة في عالم من الروعة والجمال والألم. الرواية لاتتشابه مع نمط الروايات المألوف… إنها نصوص مختارة من واقع الحياة بعناية وتحليل. رواية للأديب العربي حسين الذكر .. خُطَّت حروفها بطﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﻔﺮدة في كل شيء في لغتها وعرضها وروعة معناها وعمق مغذاها ٫ وﻳﻤﻜﻦ تشبيهها بكاس كوكتيل يحتوي ﻛﻞ أﻟﻮان اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ اﻟﺸﻬﻴﺔ ﻣﻊ المطيبات والمكسرات المحلات بعسل صاف ﻻ ﺗﻄﺎله ﻳﺪ اﻟﻐﺶ.  ﻫﻜﺬا ﺟﺎءت الرواية ﺛﺮﻳﺔ ﻏﻨﻴﺔ ﺗﻀﺞ بمعان وآلام وتصاوير من الواقع ﲤﺪدت ﻋﲆ أرضها، ﻓﺠﺎءت ﺳﺠﺎداً عجمياً ﻓﺎﺧﺮاً أﻋﻄﻰ  اﻟﻘﺎرئ اريحية ورﻏﺒﺔ…

Read More

بالقنيطرة وجرسيف …. الزهرة رميج والأمين أزروال في ضيافة المقاهي الثقافية …

بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها ، تواصل شبكة المقاهي الثقافية بالمغرب إحتفاليتها العشرية ، بتنظيم حفل تقديم وتوقيع رواية ” رسائل دامية ” للكاتبة الزهرة رميج ، بمشاركة الدكتورة أسماء المعلومي والدكتور خالد قدروز ، في حين تسير اللقاء الأستاذة سارة الراضي وذلك بالمقهى الثقافي ” لوسافير بلاص ” بمدينة القنيطرة على الساعة الرابعة والنصف عصرا . وبتنسيق مع مركز الشرق للدراسات والأبحاث ، تنظم الشبكة ، المقهى الثقافي الأول بإستضافة الكاتب الصحفي محمد الأمين أزروال في حفل توقيع كتابه ” الإستثناء المغربي ” بمقهى 24 ،طريق تازة قرب…

Read More

– الفلسفة”خضرة فوق طعام؟” – (محكيات)

●- ناصر السوسي في أواخر عقد سبعينات القرن الماضي كانت السيدة فاطمة التواتي؛ الإعلامية بالتلفزة العمومية، تقدم برنامجا ثقافيا عرف آنذاك ب: “كمبيوتر 7″؛ وهو البرنامج الذي دأبت خلاله على استضافة فعاليات من مختلف المشارب، مسرحية، وفنية، وفكرية مغربية وأجنبية أيضا.. واذكر، وبصفاء ذهن تام، أنها ذات حلقة مميزة استضافت معدة البرنامج المعلم الفيلسوف محمد عزيز الحبابي رحمة الله عليه وقد كان لحظتئذ مقبلا على إجراء عملية جراحية. تحدث الأستاذ محمد عزيز الحبابي من مكتبتة ب”دار الندوة”، بيته في مدينة تمارة، عن الفلسفة بوصفها فكرا نقديا مناهضا للدوكساDOXA، ومخلخلا للوثوقية،…

Read More

حين نادتني طفلة الجيران

قصة: فايل المطاعني منذ صغرها، كانت زينب تحب الأطفال حبًّا صافيًا يشبه ضحكتها. كانت تتجوّل في أحياء سنار، تحمل مخليتها الصغيرة، وتتنقل بين أشجار المانجا والموز، ثم تمضي إلى ضفة النيل الأزرق لتراقب الماء وهو يجري في هدوء، كأنها تنتظر منه حكاية جديدة كل يوم. كانت تلعب مع أطفال الحي، وتصحب أختها منال معها دائمًا. وفي كل لعبة تصرّ أن تكون هي “الأم”، وكأن هذا الدور جزء منها منذ البداية. لكن خلف هذا اللعب، كان سؤال صغير يرافقها كلما كبرت سنة: “هل سأكون أمًا في الحقيقة… أم أن الأمومة ستبقى…

Read More

عندما يصبح قلمك جزاءً من هويتك؟

هيام سلوم.. هناك لحظات في حياة الإنسان، لا تُشبه ما قبلها ولا ما بعدها؛ لحظات تقف بين زمنين، كجسرٍ دقيق مرّت فوقه الروح وهي تحمل حقيبة صغيرة، ثم ما إن تصل إلى الجهة الأخرى حتى تدرك أنها لم تعد الشخص نفسه. وما أزال أذكر تلك الليلة الشتوية التي كانت بالنسبة لي المفصل الأول الذي أدركت عنده أن قلمي لم يعد مجرد وسيلة للتعبير، بل أصبح جزءًا من هويتي، بل لعلّي أقول — دون مبالغة — أنني في تلك الليلة ولدتُ من جديد، ولدتُ عبر الحرف كما يُولد الطين حين تلمسه…

Read More

البذرة الأولى في طريق الكتابة. ؟

هيام سلوم لم تكن البذرة الأولى للكتابة حدثًا عابرًا في حياتي، ولا شرارةً مفاجئة هبطت عليّ دون مقدمات. كانت شيئًا أشبه بنقطة ضوء صغيرة وُضعت في أعماقي منذ طفولتي، ثم ظلّت تكبر وتتنفّس وتتمدّد في داخلي كما تنمو البذور تحت التراب بصمتٍ لا يراه أحد إلا حين تتشقق الأرض فجأة عنها. أذكر جيدًا تلك الطفلة التي كنتُها، بعمر لا يتجاوز السابعة، تجلس قرب النافذة وهي تحاول أن تكتب يومياتها الأولى، بشغف طفل لا يعرف من العالم إلا حدوده الصغيرة، وبأخطاء إملائية كثيرة كانت كعلامات تعثّر على طريق يتّسع شيئًا فشيئًا…

Read More

خشوع الفجر…!

هيام سلوم ها أنذا أرتدي عباءة الفجر، وألجُ محراب حروفكَ النديّة، أُصغي إلى خشوع المعنى وهو يتوضأ بندى الشوق، ألمحُ الحلمَ الشاردَ يلوّح لي من تخوم العمر، كطائرٍ أضناه التحليقُ، فصار جناحه صلاةً معلّقة بين الأرض والسماء. وأسمعُ صهيلَ روحكَ وهي تُطرّز الأفقَ بأغنيةٍ، لا يكتبها إلا العاشقون الذين أودعوا قلوبهم بين ضلوع الانتظار. كأنّ أنينهم مآذنُ، وكأنّ قلوبهم مصاحفُ لم تُكتب بالحبر بل بالدمع. كم بدت ابتسامتكَ ـ المستلّة من غابة الشوق ـ كقطفِ ضوءٍ من قمر تاه في غابات الليل، وكم بدا نزيف الصوت الذي لملمتُه، أشبه بندف…

Read More

-مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب!!!!! – ( محكيات )

(-●- ناصر السوسي) على عجل هاتفني الهاشمي بن مُسَيّلِمَة: “في المقهى القريب نلتقي”.. كنت أعلم جيدا أن ابن مسيلمة الكذاب هذا يقضي سحابة يومه بين مقاهي الحاضرة و”دكانه”الذي أعده للشعوذة، وتصيد ضحاياه بالطلاسم وبيع الأوهام من خلال ما يسميه هو نفسه تغيير خرائطهم الذهنية والنفسية، والعقلية، والعاطفية، والمعرفية، ونظراتهم السوداوية كيما يقبلوا على الحياة بهمَّةٍ وفعالية، وبحيوية ونشاط. طوَّر مسيلمة الكذاب، مع الأيام شخصية شيطانية، بحيث بنى أسلوبه في الاحتيال والخداع على مقولة”برق ماتقشع”. و”برق ماتقشع”هاته تقنية من المكر بمكان، وظف فيها سلسلة من الحذلقات اللغوية، والممارسات الإبليسية، و القوالب…

Read More