نجوى سائل
شهدت مدينة مراكش تطورات مثيرة في قضية الشاب عبد الإله المراكشي الذي أصبح رمزًا لمواجهة غلاء أسعار السمك ؛ خاصة السردين خلال شهر رمضان .
بعد دعوته إلى تخفيض الأسعار تعرّض الشاب عبد الإلاه المراكشي لمضايقات من السلطات المحلية التي قامت بإغلاق محله ومصادرة سلعته ؛ مما أثار موجة تضامن واسعة من طرف المغاربة انتهت بقرار مقاطعة السمك احتجاجا على ارتفاع الأسعار .
هذا التحرك الشعبي لم يمرَّ دون نتائج ؛ حيث تراجعت السلطات أمام الضغط الشعبي ؛ واستقبل والي مدينة مراكش الشاب عبد الإله ليمنحه الإذن بمواصلة بيع السمك بأسعار منخفضة كما تم عزل قائد المنطقة التي شهدت الحدث و تم إلحاقه بالعمالة دون مهام ؛ ما شكّل انتصارا لصوت المواطن البسيط .
في الوقت نفسه ؛ تحرّكت السلطات في مدن أخرى، مثل مدينة طانطان حيث أصدرت قرارات صارمة تلزم بائعي السمك بعدم تجاوز سعر 7 دراهم للكيلوغرام مهدّدة باتخاذ إجراءات قانونية ضد المخالفين .
وتعكس هذه التطورات قوة التأثير الشعبي في تعديل سياسات السوق ؛ حيث بات المواطن المغربي أكثر وعيا بأهمية التكاتف لمواجهة الغلاء غير المبرّر ؛ كما فتحت هذه القضية النقاش حول مدى تدخل الدولة في ضبط الأسعار ودور السلطات في حماية القدرة الشرائية للمواطنين خاصة في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة .
ويبقى السؤال المطروح: هل سيستمر هذا التغيير في أسعار السمك بعد شهر رمضان ؛ أم أنها مجرد إجراءات ظرفية لاحتواء الغضب الشعبي ؟!!