عبدالوهاب الرامي: قناة ” الثقافية” المغربية تجتهد في إضاءة الإعلام الثقافي

عبدالوهاب الرامي
لا يمكن الحديث عن قناة الثقافية المغربية دون التوقف عند الجهود الكبيرة التي يبذلها مديرها الإعلامي عبد الصمد بن شريف، الذي استطاع، برؤية متبصرة وإصرار مثابر، أن يحول القناة إلى منبر للإشعاع الثقافي، رغم كل التحديات التي تواجه الإعلام الثقافي اليوم.
وتترجم الصفحة الرسمية للقناة على الفيسبوك، التي تم تطويرها بعناية من حيث الشكل والمضمون، هذا الطموح في تقريب الثقافة من الجمهور العريض. لكن المثير للاستغراب أن التفاعل مع هذه الصفحة لا يزال متدنيا ودون المستوى المتوقع، رغم ما تقدمه من محتوى متجدد ومواكب للحراك الثقافي.
وفي هذا الصدد، تنبعث أسئلة كثيرة، من بينها: أين هم المثقفون الذين مروا على شاشة الثقافية من التفاعل الذي كان يجب أن يكون، موضوعيا، أثرا من آثار دعوة القناة لهم؟ ثم أين هي النخب الفكرية التي يفترض أن تدعم هذا المشروع الإعلامي الذي خُصص، في جزء كبير منه، لها؟ والأغرب من كل هذا هو أن بعض العاملين بالقناة لا يتفاعلون هم أنفسهم مع صفحة القناة كما ينبغي!
في ظل هذا الواقع الملتبس تفاعليا، قد يكون الحل في إبداع استراتيجيات جديدة للتواصل، تجعل من الصفحة فضاءً حياً للنقاش والتفاعل، لا مجرد منصة لنشر المحتوى. فالرهان ليس فقط على نشر الثقافة، بل على جعلها عادة يومية تتجسد في كل تفاصيل المشهد الإعلامي، بما في ذلك الفضاء الرقمي، بل خاصة على هذا الصعيد.
أما البرمجة الرمضانية التي أعتبرها شخصيا زهرة القناة وشذاها، فهي محطة أخرى تعزز حضور القناة، بما تحمله من محتوى فكري وإبداعي، يرسّخ هويتها كقناة تعنى بالشأن الثقافي بعمق ومسؤولية. ومن هنا، فإن دعم هذه القناة، سواء من طرف المثقفين أو الجمهور، هو في الواقع دعم لمشروع ثقافي يحتاج إلى الالتفاف حوله ليؤدي رسالته على الوجه الأكمل.
كل التقدير لمدير القناة والصحفي اللامع عبد الصمد بن شريف وفريقه، على جهودهم المستمرة في إضاءة المشهد الثقافي المغربي، في وقت أصبح فيه الإعلام الثقافي في أمس الحاجة إلى من يحمل شعلته بثبات وإصرار وأمل.
بالنسبة لهذا الأخير أتمنى ألا تخبو شعلته.

Related posts

Leave a Comment