عبد الله شوكا
تكالبت الأوضاع الاجتماعية والبيئية والثقافية والرياضية عن مدينة المحمدية، واصفر لون الزهور التي لقبت به، ويبدو وأنه اصبح لقبا وهميا وليس حقيقيا، وإذا كانت المصائب لا تأتي فرادى، فحتى ليالي المحمدية اصبحت حالكة بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن ساكنة المدينة منذ بداية شهر رمضان الفضيل.
والسؤال المطروح لماذا أدار الزمان ظهره لمدينة المحمدية، وما هو الجرم الذي اقترفته فضالة حتى تعاقب بهذا الشكل، بالأمس كان الكل يتباهى بالمحمدية وبفريقها الرياضي العريق والعتيد، وبثنائيتها الرائعة فرس واعسيلة، وحتى في مجال الفكاهة سبق وأسعد ثنائي فضالة السفاج ومهيول المغاربة بوصلاتهما الفكاهية الجميلة، سواء في شهر رمضان أو بعده، وكم نحن إليهما اليوم ونحن نعيش الشهر الفضيل، الذي تقدم فيه الاعمال التلفزيونية بما فيها الفكاهية ، ونرى أن التهميش الممنهج يطال ثنائي المحمدية، في ظل اكتساح نفس الوجوه الفنية المحظوظة الشاشة.
وخلاصة، تئن المحمدية اليوم من وطأة المرض العضال الذي جثم على صدرها، وأصبح شكلها بشعا، وتحولت من مدينة للزهور الى بؤرة للاوساخ والازبال، وتسكع الكلاب الضالة بكل حرية في شوارعها، وحتى الحرائق لم ترحم أسواقها المتواضعة.
هي المحمدية التي يطالها التهميش، واليوم يتم قتلها اجتماعيا وثقافيا ورياضيا وبيئيا.
ويبقى ثنائي المحمدية السفاج ومهيول يحملان في قلبيهما نفس هموم المدينة والساكنة، ولو أعاد الزمان عقارب الساعة الى الوراء، لقدم الثنائي الكوميدي مواقف ساخرة عما تعيشه المحمدية وساكنتها اليوم.