عبد الله شوكا
بمناسبة حلول شهر رمضان، تقدم لكم جريدة أركان بريس سلسلة حلقات يومية طريفة مع أسطورة النكتة في الحي المحمدي المرحوم “كيرا” عاشق فريق الطاس رحمه الله.
إذا تخرج من الحي المحمدي أساطير في كرة القدم من نجوم فريق الطاس، والمجموعات الغيوانية ناس الغيوان، ولمشاهب، وتكدة ومسناوة، ومسرح الحي، فهذا الحي المعطاء تخرج منه أيضا احد اساطير النكتة الخارقة كيرا رحمه الله ابن حي سوسيكا، والذي عاصر ايضا أساطير النكتة في الحي المحمدي خليفة وكوميرا.
إنه الأسطورة كيرا، الذي ما تزال نكته الخارقة يتداولها ابناء الحي المحمدي حتى اليوم في جلساتهم السمرية.
كيرا صاحب المواقف الطريفة، والذي اشتهر بنسج نكت بردة فعل آنية وبدون تردد او انتظار ، في رمشة عين ينسج كيرا نكتا تجعلك لا تتحكم في جسدك، وتستسلم لضحك هستيري يمكنه أن يسقطك أرضا.
وقد ارتأت جريدة أركان بريس ان تتحف قراءها خلال الشهر الفضيل، بنشر نكت كيرا الخارقة في سلسلة يومية، على شاكلة نكتة كل يوم.
وهي مناسبة ايضا للترحم على هرم واسطورة الحي المحمدي في مجال النكتة كيرا، الذي عاش متواضعا، ومات متواضعا، لكنه أسعد ابناء الحي المحمدي بنكت ومواقف ساخرة ابهرت الجميع.
فتعالوا معشر القراء الكرام إلى عالم كيرا، لتطلعوا على ما تركه هذا الهرم من نكت ومواقف طريفة، وأكيد انها ستجلب لكم انتم ايضا الابتسامة.
الحلقة رقم 23
كيرا وصاحب المعطف المخطط بالالوان في الطوبيس.
عاش البيضاويون في حقبة السبعينات والثمانينات وحتى التسعينات العذاب والأمرين مع وسائل النقل العمومي، تلك الطوبيسات الزرقاء التي كانت تكتظ بالراكبين، كانت الاجساد تبدو في الطوبيسات ملتصقة نساءا ورجالا، عذاب ما بعده عذاب، ولم تفكر الحكومات التي تعاقبت في تلك الفترة من معالجة مشكل النقل في العاصمة الاقتصادية الغول، ومع ذلك كان البيضاويون يتجاوزون معاناة ومحنة الركوب والازدحام الشديد بالاستئناس فيما بينهم، منهم من كان يقص نكتا يرفه بها عن الركاب، ومنهم من كان يخلق الدعابة وهو وسط الازدحام.
وعاش كيرا ايضا ما عاشه البيضاويون مع الطوبيسات الزرقاء في تلك الحقبة الغابرة، طوبيسات انتهت صلاحياتها في البلدان المتقدمة، وكان المغرب يقدم على اقتنائها من الخردة، وكانت تساهم في تلويث فضاءات الدار البيضاء، بما كانت تنفثه من دخاخين نظرا لحالاتها الميكانيكية المهترئة.
اما بالنسبة لطريفة كيرا مع الطوبيسات، فقد ركب كيرا الطوبيس يوما، ووجد نفسه وسط ازدحام لا يطاق، وبما أن كيرا كان ينسج نكته كيفما كانت الظروف والاحوال، فقد خلق ذلك اليوم شغبا بين الركاب كعادته، بالرغم من معاناته مع الازدحام، وبينما هو يتمايل مع حركات وتمايل الطوبيس، شعر راكب يلبس معطفا مخططا بالالوان بجسد كيرا يحتك به، غضب الراكب وطلب من كيرا الابتعاد عنه بعض الشيء.
وبدون تردد او انتظار، حملق كيرا في الراكب وفي معطفه المخطط بالالوان، ورد عليه كيرا “مالك خفتي نعوج ليك شي سطر”، إشارة إلى خطوط المعطف الملونة التي تبدو مثل السطور.
.