المغرب-الصين.. الحكامة الترابية واللامركزية في صلب منتدى بالرباط

الرباط (ومع)

شكلت التجارب الصينية والمغربية في مجال الحكامة الترابية واللامركزية محور منتدى نظمته، أمس الخميس بالرباط، المدرسة الوطنية العليا للإدارة، بتعاون مع معهد بكين للإدارة وكلية التدبير والاقتصاد بجامعة تيانجين.
والتئم في هذا الحدث، الذي يندج في إطار أسبوع”الصين-المغرب”، خبراء وباحثون وصناع قرار من البلدين من أجل تبادل الرؤى حول الاستراتيجيات المبتكرة والآليات التي تمكن من تعزيز فعالية ونجاعة الإدارة الترابية وتحفيز تعاون ثنائي يعود بالنفع المشترك.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة، أكدت المديرة العامة للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، ندى بياز، أهمية هذا اللقاء الذي يرتكز على تعاون متين ومثمر، لافتة إلى أن العلاقات بين المدرسة الوطنية العليا للإدارة وشركائها الصينيين، لا سيما معهد بكين للإدارة وجامعة تيانجين، توطدت أكثر بفضل الزيارة التي قام بها وفد من المدرسة إلى الصين خلال شهر أكتوبر الماضي، مبرزة أن”هذا النقاش مكن من إرساء أسس حوار أكاديمي ومؤسساتي مثمر”.
كما سلطت الضوء على الدور المحوري لأسبوع “الصين-المغرب” في التقريب بين الطلبة والأساتذة والباحثين من البلدين، مستحضرة زيارة بعثة من الطلبة الصينيين للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، مما يجسد قوة الدبلوماسية الأكاديمية كأداة للتفاهم المتبادل والحوار الثقافي.
وسجلت أن هذا المنتدى يندرج في إطار دينامية إستراتيجية ذات نطاق واسع تدعمها المدرسة الوطنية العليا للإدارة، من أجل تعزيز التعاون الدولي والاستجابة لرهانات التنمية الترابية والجهوية المتقدمة.
وأضافت أن هذا المنتدى يتماشى مع الرؤية المشتركة بين المغرب والصين، التي يقودها قائدا البلدين لصالح شراكة استراتيجية ومثلى ومستدامة.
من جانبه، أشاد سفير الصين بالمملكة، لي شانغلين، بمبادرة المدرسة الوطنية العليا للإدارة في تنظيم هذا المنتدى حول الحكامة الترابية والجهوية، لافتا إلى أن هذا الموضوع يعد أساسيا بالنسبة للبلدين.
وشدد على أهمية التنسيق بين الحكومة المركزية والجماعات المحلية، مشيرا إلى التجربة الصينية، حيث نشأت عدد من الإصلاحات والمشاريع المبتكرة بفضل مبادرات محلية قبل تعميمها على الصعيد الوطني.
كما أبرز أن هذا المنتدى يعد مناسبة للجانبين من أجل تبادل تجارب مثمرة وإثراء التفكير حول الحكامة الترابية والجهوية، من خلال تعزيز تعاونهما استجابة لطموحات شعبي البلدين.
بدورها، سلطت عميدة كلية التدبير والاقتصاد بجامعة تيانجين، هويبين دو، الضوء على أهمية تنظيم هذا النوع من اللقاءات من أجل تعزيز الروابط الأكاديمية والثقافية بين الصين والمغرب، مؤكدة أهمية التعليم كمحرك للتقريب بين الشعبين.
كما تطرقت إلى أوجه التبادل المثمر بين جامعة تيانجين والمدرسة الوطنية العليا للإدارة منذ أكتوبر 2024، والتي تميزت بعقد لقاءات عن بعد ومشاريع ملموسة، لا سيما استقبال جامعة تيانجين طلبة مغاربة خلال شهر يونيو القادم.
وشددت أيضا على الفرصة التي يتيحها هذا التعاون من أجل تنمية حلول مبتكرة في مجال الإدارة العمومية، مسجلة مقترح إنشاء مركز الحكامة الشاملة “الصين-إفريقيا”.
واعتبرت أن هذه المبادرة ستسهم في مواجهة التحديات المعقدة بشأن الحكامة مع تعزيز الروابط بين الصين والمغرب والقارة الإفريقية.

Related posts

Leave a Comment