عزيز بلبودالي
تشارك مجموعة ٱسطا، الشهير بإنتاج عدد من المواد الغذائية خاصة منها الشاي والقهوة ، في معرض
السعوديةللمواد الغذائية في الفترة من 12 إلى 14 ماي الجاري.
ويعد هذا المعرض الذي ينظم كل سنة في المملكة العربية السعودية ،من أهم المحطات الاقتصادية الدولية ، وقد قامت إدارة المعرض بدعوة مجموعة ٱسطا للمشاركة في هذه التجمع الاقتصادي لما للمجموعة من قيمة في المحفل التجاري العربي والعالمي.
هي مجموعة اقتصادية أسسها الحاج احمد ٱسطايب ،ويدير فروعها المتعددة أبناؤه بحرفية وتوفيق كبير جدا.
وفي تأسيسها ، هناك قصة حقيقية لرجل عصامي انطلق من وسط حقول إحدى قرى بضواحي تارودانت بجنوب المملكة المغربية ، قصة بها دروس وعبر وحكاية يحب أن تحكى وتروى لهذا الجيل وللأجيال القادمة.
” أحمد ٱسطايب.. رحلة حياة
يقف الحاج أحمد ٱسطايب ، في كثير من الأحيان ،خاصة في خلواته وعزلته ،في لحظات تأمل يستعيد شريط عمر فات.. عيناه مركزتان على مشهد هو يركض فيه وسط حقول فسيحة في ضواحي مدينة تارودانت ،هناك في قرية بدوار أفسفاس بجماعة أيت عبدالله دائرة إيغرم ،حيث رأت عيناه الحياة ذات يوم من عام 1942،وحيث نشأ وترعرع داخل أسرة بسيطة لا يملك أفرادها غير صدق الإيمان بالله وقوة التمسك بسنة الرسول الكريم…
يلتفت لذلك الزمن العميق،يتصفح بحنين ،صفحات كتاب سيرته وحياته ،بل هو مجلد تعددت فصوله وتنوعت عناوينه.
في تأمله ، في استعادة شريط مساراته في الحياة ، كان هو ذاك الطفل الذي أدرك أنه ملزم ومطالب بمواجهة الحياة بقوة ،ببأس،بإرادة وبعزيمة ،كان يعلم أن الحياة رفعت تحدياتها أمامه مبكرا ولم تنظر اليه بأدنى رحمة ولا شفقة وهي تضعه أمام اختبار الإستمرار وحيدا يتيما بعد أن فقد والده وهو لم يتجاوز من العمر ثماني سنوات.
سنده رحل ،ذهب ولن يعود..حضن أب لم يعد حضنا راعيا يمنحه الدفء ويرافقه في معركة الحياة..
رحل سلاحه ،فكيف ييحارب وهو منزوع السلاح وكيف سيقاوم أعاصير حياة لا ترحم؟
طفل صغير لكن بقلب كبير مفعم بالإيمان مدرك أن هناك رب عليم بالحال قادر على منحه القوة في رفع كل التحديات ،كريم رحيم لن يتخلى عنه وسيضع أمامه السند حتى يبلغ رشدا.
التفت الطفل وقد أصابه اليتم مبكرا ،ليجد العوض في عمه الحاج علي أوحمو ٱسطايب الذي تكلف برعايته وتربيته وببركة الله سبحانه وتعالى فتح العم قلبه للطفل وضمه تحت كنفه.
يتذكر الحاج أحمد ٱسطايب تلك المرحلة من عمر فات لم تكن رحيمة لكنها كانت مفيدة وياما تعلم منها الدروس.
يبتسم ويطلق تنهيدة فيها كثير من الارتياح ،يرفع يديه حامدا شاكرا الله على نعمه وعلى ما كتبه له من حياة مميزة..
يشعر بسعادة غامرة تملأ قلبه وأبناؤه قد أصبحوا رجالا تفوقوا بكفاءة عالية في مواصلة نجاحاته في التجارة وفي إدارة الأعمال…. همس في دواخله: يارب احفظهم بحفظك ، وارضي عليهم ويسر أمورهم فلذات كبدي أبنائي محمد،عبدالمالك،امحمد ولحسن.
في نفس السنة التي غادر فيها والدها الحياة ، كما يستحضر، وعمره لم يتجاوز ثماني سنوات ، وجد نفسه في مكان غير المكان ،حياة غير الحياة ،أجواء ليست أجواء..من فسحة حقول في قرية ضواحي تارودانت ،الى مدينة كبيرة بطرقات ،ودروب وشوارع ، بوجوه جديدة لم يألفها في قريته ، بعوالم أخرى سيكون عليه اكتشافها والعيش في وسطها.
كان ذلك في أحد أيام عام 1950, عندما رافق عمه في رحلته من قريته بتارودانت الى مدينة الدارالبيضاء.
ولج المدرسة هناك..لم يتأخر في التفوق في التحصيل الدراسي.. كل المدرسين رأوا فيه الطفل الذكي المتخلق المصر على النجاح.
صغير السن لكن بعقلية الكبار ، مازج باقتدار بين التحصيل الدراسي والعمل مساعدا لعمه في التجارة من خلال إدارة محل تجاري لبيع المواد الغذائية.
أشتغل قبل ذلك في سوق الجملة للخضر والفواكه ،ولم يشتك يوما من وزر التعب أو الإرهاق ،كان يدرك ،برغم صغر سنه ،أن دروب النجاح ليست مفروشة بالورود،والوصول إلى القمة والتميز يمر عبر بذل المجهود وعبر السير ومواصل التحمل مهما كانت الأشواك متتفضة وقائمة…
اليوم، هي شركات في مجموعة رائدة وطنيا ،عربيا ودوليا..
كل التقدير لمن يجتهد من أجل صالح الوطن “.
في الحلقة القادمة: هكذا تأسست المجموعة..