حوار ليس ككل الحوارات.. أجراه نجم الإعلام المصري علاء عزت قبل 11 سنة مع مول الكرة أحمد فرس..ونعيد نشره في ” أركان بريس”:

فرس أسطورة الكرة المغربية في حواره الوحيد مع وسيله اعلام مصرية:
اهديت الكرة الذهبية لجلالة الملك
خوف جدتي منعني من الاحتراف في ريال مدريد ..ووزير العدل طلبني باللعب مع الرجاء
العندليب عبد الحليم حافظ اهداني اسطوانه ” زي الهوا ” وقطعة قماش
أجري الحوار في المغرب :
علاء عزت
أخر ما كنت أتوقعه ، أن أقف يوما ما أمام أسطورة الكرة العربية ، ذلك النجم الكبير الذي طالما سمعت عنه ، وقرأت عنه ، وايضا كتبت عنه عن بعد ، كلما جاء موعد الحديث السنوي عن جائزة الكرة الذهبية الأفريقية ، اسمه ارتبط بتلك الجائزة ، ولما لا وهو أول لاعب عربي يتوج بها عبر التاريخ .. انه أسطورة الكرتين العربية والمغربية احمد فرس .. وكم كنت محظوظا ان اكون اول صحفي مصري ، والوحيد حتي الان ، الذي نال شرف اجراء حوار مع تلك الاسطورة الكروية العربية .
قبل 10 سنوات كنت في زيارة الي دولة المغرب الشقيقه رفقة الجمعية المصرية للثقافة الرياضية لتوقيع توأمه اعلامية رياضية مع جمعية المحمدية للصحافة والإعلام, وتزامنت الزيارة مع استضافة المملكة المغربية للمرة الاولي بطولة كأس العالم للأندية في ديسمبر من العام 2013 وهي البطولة التي شارك فيها الأهلي المصري ، ومع بدء احتفالية توقيع التوأمه بين الجمعيتين المصرية والمغربية في مدينة المحمدية ، رأيت الأشقاء في المغرب يهرعون نحو رجل قد بلغ من الكبر عتيا ” 67 عاما ” وقتها ، ويستقبلونه بكل الحب والترحاب ، وقادني فضولي أن اسأل : ” من يكون هذا الرجل الذي هرع إليه الجميع ؟.. ولماذا كل هذا الحب والاحترام له ؟ ” .. وقبل أن أجد من يجيبني .. كان يقف أمامي يرحب بي في مسقط رأسه، مدينة المحمدية المغربية، وقدم نفسه إلي قائلا: أنا احمد فراس.. وكدت أن اسقط بين يديه من هول المفاجأة السعيدة.. وظللت اردد بصوت عال ” معقولة .. معقولة ” .
تركت كل شئ وتفرغت إليه ، وطلبت منه حوارا ، إلا انه بأدب جم اعتذر ، مؤكدا انه اعتزل الحياة الرياضية تماما ، وقال : ” أنا لم اجر حوار منذ سنوات طويلة ” ، ولكن أمامي إصراري وافق ، وضحك قائلا : ” أنا عمري ما عملت لقاء مع أي وسيلة إعلامية مصرية .. تصور “.
وعلى مأدبة العشاء ، دار أول حوار بين الاسطورة الكروية العربية والافريقية والمغربية ووسيلة إعلام مصرية ، حوار لم يكن معدا له ، حوار جاء بمحض الصدفه التاريخية السعيدة جدا .
الأسطورة.. من يكون ؟
• كابتن احمد فرس.. نشكرك كثيرا على نزولك عند رغبتنا في إجراء حوار للتاريخ معك.. وان اكون انا أول اعلامي مصري ينال هذا الشرف .. بما تحب أن نبدأ الحوار ؟
** أنت ضيفنا .. ولك مطلق الحرية .
• ماذا تقول بطاقتك الشخصية والكروية ؟
** الاسم احمد فرس ، أو احمد فراس ، أو احمد فارس ، اختار ما شئت ، من مواليد 7 ديسمبر عام 1946 ،من مدينة المحمدية التي تقع بين العاصمة الرباط ومدينة الدار البيضاء ، لاعب كرة سابق في نادي المحمدية ، والمنتخب المغربي لكرة القدم , شاركت في بطولتي كأس عالم وفزت مع منتخب بلادي بالبطولة الوحيدة في تاريخها في كأس الأمم الأفريقية عام 1976 في أثيوبيا ، وشاركت مرتين في دورة الألعاب الاوليمبية وكنت اشغل مركز رأس الحربة وسجلت 42 هدفا مع المنتخب ، وهو اعلى معدل تهديف للاعب مغربي مع اسود الأطلس عبر التاريخ، وطوال حياتي لم ألعب إلا لفريق بلدتي المحمدية .. متزوج ولدي ابن كان لاعب كرة سابق، وبعد اعتزالي الكرة نهائيا عام 1982 هجرت الكرة تماما.. والآن اسلي نفسي بالإشراف على مدرسة كرة قدم لتعليم الأشبال في مدينة المحمدية.
لا امتلك الكرة الذهبية!!
• ما ذكرياتك عن فوزك كأول لاعب عربي بجائزة الكرة الذهبية الأفريقية ؟
** لا امتلك أي ذكريات .. حتي الجائزة التي فزت بها عام 1975 لا امتلكها ؟
• كيف .. وأين الجائزة الذهبية ؟
** أهديتها إلى المرحوم جلاله الملك الحسن الثاني .. ولا اعرف أين هي الآن .. وهذا أمر لا يشغلني.
* وعلى أي أساس فزت بالكرة الذهبية وقتها ؟
** في عام 1975 فزت مع فريقي المحمدية ببطولة الدوري وكأس العرش ، وكأس المغرب العربي ، وقبلها قدت بلادي لاولمبياد ميونيخ ،وكنت هداف منتخب اسود الأطلس في الدورة ، ونهائيات كأس الأمم الأفريقية وفزت مع المنتخب بدورة الألعاب العربية بسوريا ، وتقريبا فزت بالجائزة على مجموع كل هذه الانجازات مجتمعة .
عرض ريال مدريد
* وهل لم يكن هناك مجال لاحترافك وأنت أحسن لاعب أفريقي ؟
** قبل فوزي بالكرة الذهبية ، وتحديدا عام 1972 تلقيت عرضا للاحتراف في نادي ريال مدريد الاسباني ، وكنت أول لاعب عربي وأفريقي في التاريخ يتلقى مثل هذا العرض ، ولكنني رفضته بسبب خوف جدتي علي من الغربة والإقامة في بلاد الفرنجة ، ضحك طويلا وهو يقول بلاد الفرنجة ، وبعد فوزي بالكرة الذهبية تلقيت عروضا من أندية عالمية وعربية منها الهلال السعودي والهلال الليبي وأندية فرنسية واسبانية .
* وإذا كانت جدتك تخاف عليك من الغربة ورفضت احترافك.. فلماذا لم تلعب لأي من أندية القمة في المغرب مثل الرجاء أو الوداد ؟
** طوال فترة لعبي من عام 1964 وحتي اعتزالي العام 1982 كنت أتلقي عروضا سنويا من الرجاء والوداد ،وأتذكر أن وزير العدل المغربي وقتها جاء إلى المحمدية لإقناعي باللعب للرجاء ، ولكن رئيس مدينة المحمدية رفض ، لأنني كنت بطلا قوميا في مدينتي.
سلموا لي علي خليل و أبوتريكة
• كابتن فراس.. علمنا انك غير متابع جيد للكرة العالمية والعربية.. ماذا تعرف الآن عن الكرة المصرية؟
** أنا فعلا غير متابع جيد .. ولكن اعرف اللاعب محمد ابوتريكة ، انه لاعب كبير ، وشاهدته في الكثير من المباريات, سواء مع الأهلي أو منتخب مصر بعد ما سمعته عن موهبته وعن أخلاقه وسلوكه الطيب من الأهل والأصدقاء في المغرب، أرجوك سلم لي عليه، وانقل عبرك رسالة إليه أنني أتمني رؤيته يوما ما، وأوجه من خلالكم دعوة إليه لزيارة المغرب ، وامتلك ذكريات طيبه ورائعة عن مصر والكرة المصرية .
وتابع ضاحكا: ” عمري ما لعبت أمام منتخب بلادكم إلا وسجلت هدفا في مرمى منتخبكم “.
• ومن نجوم الكرة المصرية تمتلك ذكريات معهم ؟
** كثيرون .. كنت بحب كثيرا اللاعب الفذ المعتزل نجم الزمالك الاسطوري ، علي خليل، وياريت برضه تسلموا لي عليه ، كان لاعبا كبيرا، وأيضا فاروق جعفر وحسن شحاتة ، ولم احظى باللعب أمام أسطورة الكرة المصرية محمود الخطيب.. واعترف لكم أن الكرة المصرية تبقى دائما وابدأ مع الكرة المغربية والجزائرية هي قاطرة الكرة العربية .. واعترف لكم أن منتخب مصر يمتلك حاليا مجموعة رائعة من اللاعبين ، والحقيقة أن أهم ما يميز منتخبكم هو الروح القتالية العالية للاعبيه ، لقد أبهرتني تلك الروح وأنا أشاهد مباريات مصر في بطولات كأس الأمم الأفريقية في غانا وانجولا ، تلك الروح القتالية والأداء برجولة ووطنيه لا أشاهدها الآن إلا من خلال منتخب بلادكم .
عبد الحليم .. زي الهوا
• ومتى كانت أخر زيارة لك لمصر ؟
** من زمان .. وأتذكر أنني في أخر زيارة لي للقاهرة كانت برفقة منتخب بلادي .. ووجهت إلينا دعوة لحضور حفل غنائي للمطرب الكبير المرحوم عبد الحليم حافظ ، وفي نهاية الحفل قدم إلي عبد الحليم هدية كانت عبارة عن قطعة قماش غالية الثمن والقيمة، إضافة إلى اسطوانة لأغنيته ” زي الهوا ” .. أتذكر هذا جيدا .
• كابتن فرس.. في نهاية الحوار التاريخي .. هل تسمح لنا بأن نوجه إليك دعوة مفتوحة لزيارة وطنك الثاني مصر في أي وقت تشاء ؟
** شكركم .. ولو أمد الله في عمري سألبي هذه الدعوة الكريمة .
• اسمح لنا برقم هاتفك للتواصل معك ؟
** مع الأسف لا امتلك تليفون محمول !!.
وقبل أن أفيق من هول المفاجأة، همس احد الأصدقاء المغاربة في أذني قائلا: ” أول لاعب عربي يفوز بالكرة الذهبية وأسطورة الكرة المغربية احمد فراس.. لا يمتلك سيارة ولا تليفون محمول ” .. وابتلعت المفاجأة وأنا انهي هذا الحوار التاريخي.

Related posts

Leave a Comment