المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عشرون سنة في خدمة التنمية بإقليم جرادة

الطيب الشكري.

20 ماي 2025 تكون قد مرت على إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عشرون سنة بالتمام والكمال، وهي مناسبة لاستحضار نتائج هذا الورش الملكي الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 20 ماي من سنة 2005، عشرون سنة من مبادرة ملكية غيرت الكثير، وساهمت في إحداث رجة كبيرة على مستوى البنيات التحتية، وتقليص الفوارق الإجتماعية وتعزيز البنيات الصحية والتعليمية في العديد من أقاليم المملكة، ومن بينها إقليم جرادة الذي حضي بالتفاتة مولوية كريمة بإعطاء جلالته انطلاقة المرحلة الثانية يوم 4 يونيو 2011 من إقليم جرادة، الذي رفع التحدي في الاستثمار الأمثل لهذا الورش الملكي عبر العديد من المشاريع التي استفادت منها جماعات الإقليم الأربعة عشر والتي همت، الربط بشبكة الماء الصالح للشرب، فك العزلة عن العالم القروي عبر فتح المسالك الطرقية، بناء وتجهيز العديد من المرافق ودور الرعاية الإجتماعية، وإحداث مراكز تهتم بالطفل والمرأة والأشخاص المسنين وفي وضعية إعاقة عبر بناء وتجهيز هذه المراكز، دعم المشاريع المذرة للدخل عبر التمويل المباشر لها والذي استهدف عدد كبير من المواطنين من مختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، إلى جانب تمويل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للعديد من الحملات الطبية والتحسيسية، ودعم التمدرس عبر توفير حافلات للنقل المدرسي والمساهمة في برامج التصدي للهضر المدرسي، وغيرها من المباردات التي يضيق المجال لتعدادها، حيث تم العمل على ثلاثة مراحل منذ أن أعطى جلالة الملك انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المرحلة الأولى عرفت إنجاز 307 مشروعا بقيمة 95.75 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة بمبلغ 73.04 مليون درهم، المرحلة الثانية 583 مشروعا بقيمة 346.04 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة بمبلغ 270.31 مليون درهم، المرحلة الثالثة عرفت إنجاز 457 مشروعا بقيمة 155.57 مليون درهم كان نصيب مساهمة المبادرة فيها بمبلغ 115.52 مليون درهم.
لقد كانت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم جرادة ثورة حقيقة بعثت الروح في جماعات ترابية كانت إلى وقت قريب تفتقر إلى كل المقومات الحضارية وإعادة الإعتبار إلى المواطن بهذه الربوع الذي عاش سنوات من التهميش والقهر والفقر والهشاشة أمام عجز هذه الجماعات عن تلبية الحد الأدنى من متطلبات ساكنتها التي لازالت في أمس الحاجة إلى الإهتمام وتعبئة موارد الجماعة المادية والمعنوية لخدمة هذا المواطن الذي يستحق عيشا كريما كباقي المواطنين.
فعلى الرغم من كل المجهودات التي تم بذلها والمشاريع التي تم إنجازها إلا أن المتطلبات كثيرة، واحتفائنا اليوم بمرور عشرون سنة على هذا الورش الملكي الكبير هي مناسبة لتقييم ما تم إنجازه على جميع المستويات وكذا حصر النقائص التي صاحبت تنفيد عدد من المشاريع، لنواصل العمل وفق رؤية جديدة تأخذ بعين الإعتبار الإكراهات التي نعيشها وملامسة الإحتياجات الحقيقية للساكنة، وتستحضر كل المستجدات التي نعيشها ونستحضر بالأساس التوجهات الملكية السامية التي تنتصر للمواطن المغربي بعيدا عن كل تأويل قد يعرقل استمرار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شق طريقها وهنا يقول جلالة الملك ” إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعا مرحليا ولا برنامجا ظرفيا عابرا، وإنما هي ورش مفتوح باستمرار “، من أجل انطلاقة جديدة سيكون لها الأثر الإيجابي على واقع الجماعات الترابية بالإقليم والساكنة على حد سواء دون أن ننسى أننا نعيش تورة إلكترونية وجب دعم كل المشاريع التي لها ارتباط بالتكنولجيا الحديثة.

Related posts

Leave a Comment