” ترقبوا هذا النزال..
كل نزال مع النساء شَرَكٌ. هذا هو السحر الذي يقع على كل الرجال تقريبا، وهذا ما تمضي إليه هذه الحواشي القصصية “نزال على جسر مائل”.
من يهزم من في هذا النزال؟ الرجل، منذ أن كان، سيف يعيد ترتيب انزلاقه باستمرار متى اختلط بذلك الشيء الحار والمبهم الذي اسمه الغرام، بينما المرأة درع مختلفة الأشكال والاحجام، صهرت من ليل مضى إلى حتفه قبل الجلوس على حافة التعاقب.
ذاك الرجل يبحث بإصرار عن بصيص أمل خارج العرق والدم. أما المرأة، التي تجيد الشنق وكسر الرقاب ولفت الانتباه، فتكتفي بتعديل فكرة بأختها لتسقي خوفها الأزلي من الأفول.
“الحواشي”، إذن، مجرد لعبة يغنم منها المتبارزان تناغما ما، أو هي لحن عريق يرتبط بالبنية الأصلية للوجود.
الرجل لا ينقطع عن المرأة، والمرأة تنصهر في الرجل، وكلاهما واقف في مخيلة الثاني ليدعوه إلى اغتنام لحظة اللقاء..
نقرأ من “النزال”: “كانت تشعر بأن شعاعا إلهيا سيقوده إليها، وأنها الوحيدة التي بوسعها أن تجعله يترنح أمام ما تخفيه عنه. تثني بإسهاب على ذلك الرجل السري الذي لم يهزمها قط، وتؤكد أنها لم تتخلص من تفاصيله التي ما زالت تفوح منها. كانت تخفض صوتها لتتحدث عنه، ولتخترعه اختراعا غير مسبوق، وبين الفينة والأخرى تحاول أن تجفف ظهرها المتعرق”.
“نزال على جسر مائل”.. كتاب قصصي يقع خارج القواعد القصصية المتورمة، قريبا بشكل كاف من التنفس البطيء لمتسلقي الجبال..
شكرا للدكتورة هناء علي البواب على ثقتها في نصوص تقاتل لتعزل نفسها عن الأوزان السردية الثقيلة..”.