●- ناصر السوسي
بعيدا عن وخزات وجود أضحى بشعا، شائنا من كل حيثياثه
بعيدا عن مآزق عالم يبدو، إلى حد ما، أنه استعصى عن كل معنى.
قريبا من جغرافية ذات منشطرة،
ممزقة،
مرتبكة،
ونظراتها حسيرة
عشواء،
إذ عبثا تفتش عن اتِّزَانٍ مُرْتَج وسط خِضَمٍّ عَاصِف.
في ظل انكساري،
وإخفاقي،
في ظل احتضاري الداهم آثرت أن أصنع لنفسي ذاكرةً من ورق وقد تبعثرت كلية بوصلة ذاكرتي،
واستشعرت كارثتي الكيانية تترصدني،
وبعيون ماكرة
تتوعدني..
لساني مفلوقا أمسى كلسان صِلٍّ سمه رَهِيب،
من ثم فالكلمات طفقتْ بعسر
تطاوعني
كأنها تقرع على باب الأصم.
ومع ذلك أُكَابِرُ،
وأكابر كيْمَا أظل متماسكا،
لصيقا بِذَهَابْيَابٍي المسترسل بلاكلل
والدؤوب بلاانقطاع،
وبلاتَنَاهٍ،
بتسكعي تماما مثلما كان يصنع “ديونيزوس”
حتى يتسنى لي توزيع حظوظ البقاء السرمدي بغير حساب على من تبقى من الأوفياءِ في عالم جامح لامستقر له،
وفي زمن بَصَمَهُ الارتياب، والتذبذب واللايقين،
وعلى من فَضُلَ من الخُلَّصِ بين ظهرانينا في مناخ مُكْفَهِرٍّ
وظرفية هي أبشع من المَسْخِ ومن البشاعة عَيْنِها،
كما على كل من لم يقبضْ بَعْدُ على تلابيب نسغِ الحياة
وَارتجافات الوجود،
ولا على نزرٍ،
نزرٍ زهيدٍ من قلق المآل،
وانثناءات المصير،
أو بَارِقَة من قِسْطَاسِ “إِيرُوسْ” رمز الحب ومويجات الرغبة؛
أوبَصِيصٍ من لَمْعِ “فينوس” منبع الجمال وارتعاشات الحب…
