أسمهان عمور صوت إذاعي راقي انبعث من وراء الثكنات العسكرية

عبد الله شوكا

خجولة أطلت من وراء الثكنات العسكرية باهرمومو ووجدة، لا صوت يعلو الا صوت ترديد النشيد الوطني كل صباح، والنظر الى الصرامة في تطبيق التمارين الرياضية العسكرية القاسية للجنود، محيط لا يعرف الا الاستقامة والانضباط اينما وليت وجهك في فضاء الثكنات العسكرية.
من هذه الاجواء، ومن هذا الفضاء، انبعث صوت أسطوري وراقي، صوت قاده القدر الى الإذاعة وامتاع الآذان بمحض الصدفة، وكأن القدر هو من تدخل، وقال لأسمهان عمور هذا هو مكانك.
ومن اجواء الثكنات العسكرية تعلمت أسمهان عمور الجدية والاستقامة والصرامة في حياتها اليومية، ومعاملاتها مع الناس، ولكن بقلب يشع رأفة وطيبوبة، أبحرت أسمهان عمور الى النجومية وامتاع المستمع بما طاب من برامج راقية، وصوت راقي ما تزال الآذان تتذكره، ومن غريب الصدف أن يتدخل القدر مرة أخرى ويهب أسمهان زوجا من والد عسكري بدوره، ويمتهن نفس مهنة اسمهان في الاذاعة، هو الصوت الدافئ للحسين العمراني، بيت جمع ثنائيا راقيا دخل البيوت من أبوابها الواسعة، وألهم الآذان بأطباق شهية من الفقرات والبرامج الإذاعية الراقية.
ونحن كمستمعون وطيلة المسار المهني الراقي لأسمهان عمور، كنا نجهل ما يجري ويدور في الكواليس بمختلف المحطات الاذاعية التي عملت بها، حتى اكتشفناها من خلال الحلقة الاخيرة لبرنامج غلطة العمر على قناة تيلي ماروك للزميل حسن البصري.
تكلم الصوت الذي سبق وامتعنا عبر الاثير، والذي ظننا في حينها ان كل سبل الظروف المهنية الاحترافية توفرت له، ولم نكن نعلم أن صوت أسمهان عمور يتعرض للمطبات والعراقيل، وقد حكت أسمهان لكل ما تعرضت له خلال انتقالها للعمل بمحطة إذاعة عين الشق، وبعدها عند انتقالها للعمل بالإذاعة الجهوية لوجدة.
ولم نكن نعلم ايضا ان ذلك الصوت الممتع والراقي لاسمهان، سبق وتناول المسكنات من جراء ظروف العمل المضنية، ومع ذلك بقي هذا الصوت صامدا في وجه التيار يوزع الشهد على مستمعيه، وكأن شيئا لم يحدث.
فشكرا لسيدة الميكروفون أسمهان عمور على هذا المسار المهني الحافل بالبرامج الراقية، وكل عيد امرأة وانت بخير.

Related posts

Leave a Comment